الاحزاب الدينية و خطرها على الدولة المدنية
مقال تحليلى بقلم \ جمال الشرقاوى
فى الحقيقة انا لا اتكلم عن وضع مصر فقط و لا اتكلم عن وضع العالم العربى فقط و انما ساتكلم ان شاء الله تعالى عن وضع العالم اجمع بازاء هذا الخطر فالكل فيه سواء الذى بات قديما فى صورة احزاب متطرفة الفكر باسم الدين ثم اصبحت تريد السلطة وما ينطبق على المسلمين ينطبق على النصارى ينطبق على اليهود او اى ملة على وجه الارض اذا تاسست احزبا تنطوى على مرجعية دينية ثم دخلت السياسة من الباب الدينى فهنا الخبط و العشواء و انهار الدماء و لكنى اخص الحركات الاسلامية الدينية فى بلادنا لظهورها الشديد ثم تطورت لحركات اسلامية سياسية تتخبط بين الدين تارة و السياسة تارة حتى افرزت نشطاء طوعوا النص الدينى لاهدافهم عنوة فاعتبرهم ارهابيين ارهاب فكرى يمارس على المسلمين و يشقى به المسيحيين بل و اليهود المسالمين فى دولنا الاسلامية خاصة و هذا الارهاب الفكرى لو ترك له العنان سيصبح ارهاب اخر و مرعى لاستعمال السلاح و يطالب بما ليس له بحق و بمعنى اصح سيطالب بتدخله فى السياسة ايضا لارضاء اهوائه الشخصية و يعترض على القرارات التى فى صالح البلاد و لكنها لا تعجبه هو و لا تأتى على هواه او تتعارض مع مصالحه الشخصية او يطالب بقيام دولة الخليفة لانهم فى الحقيقة هم مجانين الخليفة سيطالبون بقيام حكم اسلامى خالص نريده اكثر منهم و لكننا واقعيون نعلم انه لن يحدث و فرق بين ما نتمنى و بين ان يحدث التمنى فى عالم الواقع و ايضا سيشقى بامنياتهم المسيحيين و اليهود و اهل الملل الاخرى المسالمة فى بلادنا الاسلامية مثل حزب العمل الاسلامى فى مصر تحت شعار " اصلاح شامل من منظور اسلامى " و قد اعلن هذا الحزب توجهاته الاسلامية عام 1986 م و هو امتداد لحركة مصر الفتاه " المصرية " التى تم تأسيسها عام 1933 م و كذلك حركة الاخوان المسلمين التى تتخذ الاسلام بشكل مفتوح قاعدة للاصلاح و اقتحمت السياسة لهذا الغرض و ستبيع نفسها فى سبيل الوصول للحكم فى مصر و مثلها الاخوان المسلمين فى الاردن و ايضا قامت هذه الجماعة المظورة فى مصر بانشاء " حزب الحرية و العدالة " و اعلنوا انهم لن ينفقوا على هذا الحزب او يديرونه لانه حزب منفصل و له قياداته الخاصة !! فهم كلهم فى النهاية ينتمون لحركة الاخوان المسلمين المحظورة و ما هذا الاسلوب المداهن الا ليظلوا فى كهنوتهم الدينى و جوهرهم الخبيث المؤجج للفتن و حزب الحرية و العدالة واجهة فقط و لو كانوا جادين و ارادوا من الدولة الاعتراف بهم بحق فليكونوا حزبا فقط و ليتخلوا عن اسلوب الفكر الغبى الكاذب تحت مسمى الاسلام فهم قد افتضحوا مرارا و تكرارا اما و قد صاروا حزبا مع المحافظة على كيان و اسم حركة الاخوان المسلمين فان فى انفسهم شيئا لا يبوحون به و لكنه يظهر للعقلاء من خلال افعالهم و تصريحاتهم الغامضة و الغير واضحة و احيانا المتناقضة حتى يتسنى لهم الهرب من المواقف المحرجة اذا ما وقعوا فى مأزق حرج و ربما يضحوا بأحدهم فى العلن حتى و لو سُجن و فى السر يعوضونه بالمال هل هذا الفكر سيعبر عن الاسلام اذا ما وصل للسلطة ؟! و سوف يدافع هذا الحزب التابع لهم عن حركة الاخوان المسلمين المحظورة اذا ما تعرضت للضغط من السلطة فى المستقبل و انى ارى اغلاق هذا الحزب الخبيث و من العجيب فى الامر انه يدعو المسلمين و النصارى للدخول تحت لوائه !!! و قد اعلن الدكتور عصام العريان المتحدث الرسمى باسم جماعة الاخوان المسلمين بأن الحزب مدنى ذو مرجعية اسلامية و يضم نصارى و مسلمين!!! و انظروا لتصريحات الدكتور محمود عزت النائب للمرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين اثارت غضب الاحزاب و النصارى قال " ان تطبيق الحدود يأتى بعد امتلاك الارض و لابد ان تقام الحدود بعد ان يكون الاسلام فى حياة الناس و اخلاقهم و تعاملاتهم " اى دكاترة هم و اى دكتوراه حصلوا عليها اشك فى ذلك فكلام الكتور المتحدث الرسمى للجماعة يختلف فى مضمونه عن كلام الدكتور النائب للمرشد العام للاخوان المسلمين بجانب لماذا يتحدث عصام العريان عضو فعال فى جماعة الاخوان المسلمين باسم الحزب الذى لن ينفقوا عليه او يساندوه لانه فى مضمونه يختلف عن فكر الجماعة ؟! فاهداف جماعة الاخوان دينية مغرضة و اهداف الحزب مدنية مغلفة بغلاف اسلامى و قلب جوهرها دينية مغرضة !! خلاف ان رئيسه المرتقب خيرت الشاطر المسجون حاليا !!!!! انها الوجوه و الاقنعة بجانب انهم خالفوا قانون الاحزاب الجديد و هو ان الاحزاب لا تقوم على اساس دينى و بعد... فهذا هو الوجه القبيح لهذه الاحزاب و الحركات الخبيثة و كذلك حزب الرفاه و التنمية التركى الذى اكتسب شعبية واضحة كبيرة فى منتصف الثمانينيات 1985 م و كذلك الحركات الجهادية التى تريد الوصول للحكم و ترى ان التغيير يبدأ من كرسى الحكم و لا تعترف بالغرب و لا بفقه الواقع و لا فقه الموازنات و لا بفقه الاقليات و لا بفقه القوة و التمكين و لا بفقه الاختلاف و لا بأى شيء الا الحكم الاسلامى !! مثل الموجودة فى العراق و افغانستان و باكستان و فلسطين و مثل حركة الجهاد الاسلامى فى مصر و مثل حزب التحرير الذى يسعى الى الحكم الاسلامى و لا يؤمن باى شيء من الفكر الغربى و لا يقبل اى مشاركة او تعاون مع اى جهة غير اسلامية و لا يقبل التعاون مع جهة اسلامية تتخذ الغرب حليفا لها و هذا الحزب هو الفريد من نوعه على مستوى العالم و هو " حزب التحرير " و كذلك الشيعة الروافض الانجاس اقذر اهل الارض الذين ياكلون براز الائمة و يشربون ابوالهم و يدهنون انفسهم و جوههم و رؤوسهم و اجسادهم بغائط الائمة تبركا !!! من ضمن العقائد الشيعية الباطلة الفاسدة هم ايضا بعد ثورة تونس الخضراء كون مجموعة من الطلاب الشيعة فى تونس حزب و اسموه " حزب الله " ليمارسوا نشاطهم الشيعى " الدينى " و له مرجعية دينية شيعية باطلة مدعومة من العدو الاول للمسلمين فى العالم اهل السنة و هم الايرانيين الشيعة و الحقيقة ان قيام حزب دينى مها علا كعبه و مها زعم من بيانات الا انه فى النهاية سيخدم قضية دينية و نحن ليس ضد هذا و لكننا ضد الفهم الخاطىء للدين و استخدامه فى امور تحط من شأنه كدين منزل من عند الله تبارك و تعالى و قد وصف الايرانيون ثورة تونس بالثورة الاسلامية و هو فتيل الفتنة الطائفية الاول فى تونس لزرعها فيجب على التونسيين الحذر كما حاول السلفيون الوهابيون السعوديون من طرف خفى ان ينزلوا لملعب السياسة التونسى فارسلوا لتونس بيانات يدعونهم فيها للحكم الاسلامى بدلا من العلمانى و انا لا ادرى ما شأن هؤلاء السلفيون الوهابيون بتونس و هم لديهم اسرة تحتكر السلطة منذ حوالى قرنين من الزمان تقريبا و الاولى ان يصلحوا شؤنهم فاحتكار السلطة ليس من شريعة الاسلام فى شيء!! و ايضا على الوهابيون السلفيون المكشوفة عورتهم ان يهاجموا التوسع الشيعى الايرانى فى دولهم التى ستأكلها نيران المجوس !! و كذلك بعد ثورة 25 يناير 2011م فى مصر و كان للاخوان و السلفيين فيها تواجدا كبيرا و قد شاهدتهم وقتها فى ميدان التحرير و تناقشت معهم كثيرا قد غاظ الشيعة فى مصر فتجمعوا امام السفارة السعودية بشارع مراد بالجيزة احتجوا على التدخل الوهابى السعودى عن طريق السلفيين و الاخوان و دعمهم ماديا لنشر المذهب الوهابى فى مصر و استباحة اضرحة الاولياء و اعتقد ان هذا الامر الخطير الذى احذر منه مستقبلا سيسفر عن مطالبة شيعية خبيثة فى مصر بحزب شيعى لهم له كالعادة مرجعية دينية من ايران و كما احذر من المد الايرانى الشيعى فى مصر و العالم العربى عن طريق التشيع احذر و للاسف من المد السعودى الوهابى فى مصر و العالم العربى باسم الدين و الاخطر هى السياسة التى ارتدت رداء الدين و ما من حزب من الاحزاب الدينية الا و سينقض وثيقة تاسيسالاحزاب التى تقضى بعدم تاسيس حزب على اساس دينى و عدم وجود جناح عسكرى لاى حزب هل الاخوان المسلمين لا يملكون جناح عسكرى ؟! هل جماعة الجهاد لا تملك جناح عسكرى ؟! و الذى يهرب من الشرط الاول و هو عدم تاسيس حزب على اساس دينى يهرب من ذلك الشرط و يقول حزب بمبادىء الشريعة الاسلامية !! كلام لا يقله ابو جهل و ما الشريعة الاسلامية و الدين اليس هما كيانا واحدا اما ان الذى يقول هذا الامر مغفل و جاهل و هو ليس له الاهلية لتاسيس حزب من اى نوع اما انه مراوغ و مداهن و يلعب بالكلمات و فى داخله شيئا اخر و ما اقوله عن الاحزاب الاسلامية ينطبق على الاحزاب المسيحية ايضا و لنواصل معا الرحلة فى عالم الاحزاب و محاولة اماطة اللثام عن غموضها و بالفعل حصل حزب الوسط المنشق عن جماعة الاخوان المسلمين بقيادة ابو العلا ماضى على ترخيص التاسيس و الموافقة و الا ما هو معنى احزاب سياسية ذات مرجعية اسلامية ؟! هذا و قد اعلن ممدوح اسماعيل محامى الجماعات الاسلامية انه يؤسس حزب النهضة به 5000 الاف عضو معظمهم من التيار السلفى التقليدى منهم السلفى الوهابى ياسر برهامى و السلفى الوهابى محمد اسماعيل المقدم و السلفى الوهابى احمد النقيب و هم اسماء لا تبشر بخير فهم يدعون فى الحزب للديمقراطية و الاخلاق !! اى ديمقراطية يعترف بها الوهابيون السلفيون !! و اين الشورى التى صدعونا بها من سنين ؟! و هى عندهم اصل الديمقراطية و تكمن الخدعة فى دعوتهم للاخلاق التى من ورائها سيمارسون الوهابية و السلفية المتنطعة بشكل منظم للتاثير على عقول الجماهير و خاصة البسطاء منهم و ياسر برهامى و محمد اسماعيل المقدم و احمد النقيب يتبعوهم رجال الاعمال فى الاسكندرية و ربما نجد لحزب النهضة ذات يوما قناة فضائية باسمه تحسسنا بالنقص فى اخلاقنا و ديننا ليل نهار احذروهم و احذروا اى حزب مسيحى او اسلامى يزعم انه ديمقراطى فهى خدعة حتى يستطيع الوقوف على قدميه ثم يصير فرعونا بعد ان يكون له جمهور من الناس و سيطرة على عقولهم من خلال قناة فضائية يظهرون فيها ليل نهار وها هو محمد حسان و محمد حسين يعقوب و محمود المصرى و ابو اسحاق الحوينى و الله العظيم انى احبهم و مع ذلك اختلف معهم فى المسائل العلمية و سنوردها فى مقالات تابعة بالدليل و هؤلاء كانوا ممنوعين من الظهور و كانوا اقوياء على الحكومة فلما انعمت الحكومة عليهم بالظهور فى الفضائيات صاروا ناعمين مع الحكومة و تشددوا فى فتاواهم على الجمهور و هؤلاء حزب متشدد بدون ان يدعى انه حزب و لكنه حزب دينى متشدد و بدون مواربة فهم سلفيين وهابيين متشددين جدا و يعتقدون فى كل ما قاله الوهابى الاول محمد بن عبد الوهاب المتشدد و ايضا اعلن المحامى منتصر الزيات عن تاسيس حزب الاتحاد من اجل الحرية و هو ايضا حزب سياسى ذو مرجعية اسلامية !! و ايضا حزب الجماعة الاسلامية و هو كالسابقين حزب سياسى له مرجعية دينية و اهم اعضائه المؤسسين هم الدكتور كرم زهدى و الدكتور ناجح ابراهيم و عبود الزمر و هؤلاء لهم ملفات فى امن الدولة و هم متضلعين بشكل او باخر فى قتل الرئيس السادات و البعض منهم يريد التركيز على الجانب التربوى ! لماذا ؟ لانه من خلال هذا الجانب يجمعون الجماهير الغفيرة للانقضاض على الحكم و يجعلونا عراقا اخر او فلسطينا اخر او لبنانا اخر او افغانستنا او باكستانا يلحقنا الدمار من جراء التحافات من هنا و من هناك من اجل الصراع على السلطة و ايضا من ضمن الجماعة الاسلامية اجتمع 700 من شباب الجماعة تحت قيادة احمد صبحى لتكوين حزب جديد يؤسسه الدكتور ناجح ابراهيم الذى اعلنت الجماعة الاسلامية انه منشق عنها و انه كان عميلا للنظام منذ عشر سنوات !!! و هذه هى البداية فقط و اثناء التاسيس فما الذى سيحدث بعد ذلك لو آل الامر لهؤلاء الشراذم المتطرفين ؟! و ما العمل اذا ظهرت و حتما ستظهر على السطح السياسى المصرى و ان كانت قابعة ترتقب الاحداث كلها احزابا و جماعات سياسية نصرانية مثلما يوجد فى المانيا الحزب الديمقراطى المسيحى و هناك احزاب نصرانية فى مصر قادمة فى الطريق و هى حزب الصهيونى البارز مايكل منير و حزب الثورة و حزب التكتل و حزب الاستقامة كما يؤسس المستشار الصهيونى نجيب جبرائيل و رئيس الاتحاد المصرى لحقوق الانسان حزب الاتحاد المصرى نرجو بعدم السماح لاى شخص غير مؤتمن و غير متدرب ولا ذو خبرة فى السياسة و الواقع المدنى المعاصر بانشاء حزب و نرجو عدم السماح لاى متطرف و لا ذو انتماءات خارجية بانشاء حزب لعدم اشعال الفتن الطائفية
كتبت هذا المقال فى القاهرة \ مايو \ الثلاثاء
17 \ 5 \ 2011 م الساعة 22و2 ظهرا
جمال الشرقاوى
[صحفى \ وكالة انباء مصر ]
