الوهابية السلفية و شرخ المجتمع العربى
[6]
الاستعمار الدينى
رؤية تحليلية بقلم \ جمال الشرقاوى \
و الان مازلنا نناهض الوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و اذنابهم الجهال الذين مازالو ينبحون مثل كلاب حوأب على من يحاول ان يساهم فى " تجديد الخطاب الدينى " لان المسلم رجل دين و دنيا و ليس راهبا او قالبا يخضع فقط بدون فهم و الذين هم فقط يحاولون طمس معالم الواقع للرجوع به الى الوراء انهم يدَّعون ان الوهابية السلفية شرف و هم لا يفهمون معنى كلمة " السلف " على حقيقتها و هم صبية صغارعوام من عوام الناس قد انخدعوا من صبيان الوهابيين مرتزقة الفضائيات و يعتبرون ان هؤلاء المرتزقة فى الفضائيات شيوخ الاسلام !! للاسف الشديد و هو و الله اعجابهم بالرأى الواحد و هو مذموم شرعا لان الامام الشافعى قال " رأيك خطأ يحتمل الصواب و رأى صواب يحتمل الخطأ " و قال ايضا " اينما صح الحديث فهو مذهبى " و قال ايضا " انا لا ابالى ان ظهر الحق على لسانى او على لسان خصمى " هذا هو الكلام العلمى المنزه عن الدنس الفكرى و المنزه عن وحل الوهابية السلفية و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و عوام الناس على الفيس بوك الذين يقولون ان باب الجنة من عند خنازير الفضائيات مع انهم يحرِّمون التلفاز و الانترنت و انا لا ادرى لماذا هم يسهرون على الفيس بوك و يتكلمون مع الحريم و يتنزهون عن القصد العلمى مع انهم لو كانو محافظين على مذهبهم و سلفيتهم ما تكلموا مع النساء و لا سمحت امرأة تتبع المنهج السلفى لنفسها ان تحادث الرجال من الليل حتى الفجر و بعد الفجر فى الشات و ياهو و هوتمل و تتبادل معهم الرسائل و الله اعلم بما يقولون !! و لا استعملوا اجهزة تحرمها الوهابية السلفية و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و انى اضحك من غباء هؤلاء و عدم التزامهم بمذهبهم الا كلاما { يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالا تفعلون } [ الصف - 2 - 3 -] و ايضا يكتبون شعارات على القنوات الفضائية الوهابية السلفية التى يعمل بها صبيانهم مرتزقة الفضائيات شعار " شاشة تأخذك الى الجنة " و شعار و الله تعالى اعلم على حسب ما اذكر " و كذلك جعلناكم امة وسطا " اين الجنة فى تلفاز هؤلاء ؟! و اين الوسط عند تطرف اؤلئك ؟! و المخدوعين كثير !! و نناقش او نكمل كيف تم شرخ المجتمع العربى على ايدى هذه الشرذمة تمهيدا للاستعمار الدينى الذى يحلموا به و من هذه المظاهر التى قصمت ظهر المجتمع العربى الاسلامى مسألة " الربا " الذى وقعوا فيه بجهل عنيف لعدم تفاعلهم مع العصر المعاصر و ظلوا يفهمون النص الدينى قرآن و سنة بعقول مظلمة و حرَّموا " القرض " من البنك على انه " ربا " و حرموا " الربح " أو " الفائدة " على انها " ربا " و الان لنعرض القضية ثم نأتى بأدلة من القرآن و السنة كدليل نقلى ثم نأتى لنناقش بالدليل العقلى ذلك الدليل النقلى ثم نأتى بدليل من الواقع و نناقشه ايضا و بالله تعالى نبدأ فنقول ان اقتصاد العالم كله قائم على البنوك فإلى البنك ترد الاموال من جميع اطراف الدولة و هى الاموال التى يُطلق عليها " الدخل القومى " اى موارد الدخل فى الدولة سواء أكانت موارد داخلية او موارد خارجية سواء ان كانت موارد طبيعية ام صناعية ام تجارية الى جانب نوع اخر من الدخل القومى و هو جباية الضرائب و التبرعات التى تصل الى البنك كل هذا بدون تفصيلات يُسمىَ " الدخل القومى " الذى يرد الى البنك و ايضا يخرج من البنك نقودا سائلة لتوزع مرة اخرى على جميع مؤسسات و هيئات و شركات و مصانع الدولة فى صورة مرتبات للعاملين و للمعاشات و الحرفيين المُؤمَّن عليهم و من الطبيعى ان هذه الاموال التى تصل الى ايادى جميع العاملين فى الدولة حتى " الشحاذون " فى الشوارع يأخذون فى النهاية من هذه الاموال اليست فى عُرف الوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات " ربا " ؟! اليس هم الذين حرَّموها ؟! مع ان مرتزقة الفضائيات يتقاضون اموالا طائلة من الاعلانات عن ادوية غير مُرخصة من وزارة الصحة مثل زيت الشعر لعلاج الصلع و هذا غش لانه ترويج لادوية وزارة الصحة غير مسؤلة عنها كما فى الحديث [ من غشنا فليس منا ]اليس هذا فى مذهبكم الوهابى السلفى حرام ؟! فكيف تتقاضون مرتباتكم من اموال الدولة الربوية التى تأتى اليكم عن طريق البنوك ؟! و من اموال اعلانات الدولة عير مسؤلة عنها فى حالة وجودها و غير معترفة بها فى حالة فسادها ؟! مثل اعلان " زيت الشعر " الذى يعالج الصلع " و كذلك من اموال الاعلان عن اجهزة مستوردة من الغرب الملحد الكافر ؟! " على حد زعمكم " مثل الاجهزة الرياضية و المحمول و الكمبيوتر !! اقول لهم انتم اشرّ من الحُمُر اليس هذه المكاسب التى تدخل جيوبكم هى من خلال ضرب الاقتصاد الاسلامى و ترويج لبضائع الغرب و انعاش للاقتصاد الغربى من خلال قنواتكم و على ايديكم ؟؟!! {ام تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا } [ الفرقان - 44 - ] فكيف تبيحون ما هو محرَّم اصلا ؟! من الطبيعى لامثالكم ان لا يأخذوا من الاموال التى دخل فيها جميع انواع الحرام هذه هى القضية و الان نأتى لعرضها من القرأن و نسألكم ما هو الربا ؟! و من المعروف ان الربا هو الزيادة عن الحد و كلمة عن الحد هذه تعنى الزيادة الكثيرة و الكبيرة اليس كذلك و الربا الذى تكلم عنه القران فقال { الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا انما البيع مثل الربا و احل الله البيع و حرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف و امره الى الله و من عاد فأولئك اصحاب النار هم فيها خالدون } [ البقرة - 275 - 276] و فى تفسير الطبرى " حدثنى محمد بن عمرو قال حدثنا ابو عاصم عن عيسى عن بن ابى نجيح عن مجاهد قال فى الربا الذى نهى الله عنه كانوا فى الجاهلية يكون للرجل على الرجل الدين فيقول لك كذا و كذا و تؤخر عنى فيؤخر عنه " و فى تفسير الطبرى " و انما قيل للمُربى مُرب لتضعيفه المال الذى كان له على غريمه حالا او لزيادته عليه فيه لسبب الاجل الذى يؤخره اليه فيزيده الى اجله الذى كان له عليه قبل حل دينه عليه و لذلك قال جل ثناؤه { يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا اضعافا مضاعفة } [ ال عمران -131 - ] و الربا نوعان ربا النسيئة و ربا الفضل.... و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ انما الربا فى النسيئة ] تخريج السيوطى حم م ن ه عن اسامة بن زيد... تحقيق الالبانى فى صحيح الجامع و الحديث صحيح فى صحيح و ضعيف الجامع الصغير ... و النسيئة هى الزيادة المشروطة التى يأخذها الدائن من المدين و امَّا بالنسبة لربا الفضل و هو من انواع البيع لا يجوز فيه التفاضل عن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " الذهب بالذهب و الفضة بالفضة و البر بالبر و الشعير بالشعير و التمر بالتمر و الملح بالملح مثلا بمثل يدا بيد فمن زاد او استزاد فقد اربى الاخذ و المعطى فيه سواء " رواه الخمسة و فى رواية عند البخارى و مسلم و الترمذى و ابو داود و ابن ماجة و ابن حنبل " الذهب بالذهب و الفضة بالفضة و البر بالبر و الشعير بالشعير و التمر بالتمر و الملح بالملح مثلا بمثل و سواء بسواء و يدا بيد فإذا اختلفت هذه الاصناف فبيعوا كيف شئتم اذا كان يدا بيد " رواه مسلم من حديث عبادة بن الصامت رضى الله عنه... و هذا هو المعنى المشهور فى كتب الفقه عن الربا و زيادته و الى هنا نكون قد عرضنا القضيَّة و اتينا بدليل عليها من القرآن و السنة و الان نأتى لمناقشة هذه الادلة بالدليل العقلى و نبدأ بهذه الايات السابقة من سورة البقرة { ان الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا انما البيع مثل الربا و احل الله البيع و حرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف و امره الى الله و من عاد فأولئك اصحاب النار هم فيها خالدون } [ البقرة- 275 - 276 - ] هذه الايات الكريمة تتكلم عن الربا الحقيقى بشروطه الحقيقية لا عن عن الربا الوهمى بشروط الربا الحقيقية و هذه هى بؤرة العفن فى الخطاب الدينى القديم الوهابى السلفى و ابواقه صبيانهم مرتزقة الفضائيات لانه خلط للفكر و تلاعب بالكلمات اكثر منها دليل لدى هؤلاء و الربا الحقيقى بدون اطالة هو الزيادة الفاحشة و استغلال ظروف الفرد لعدم استطاعته دفع الدين بان يلتزم بدفع زيادة للدائن و ايضا هذا الاسلوب هو تعامل على مستوى فردى اى بين شخص و شخص و هذه صورة الربا الحقيقى فعلا او معناه و شروطه التى نزل عليها او فيها القران الكريم و قيلت فيها او عليها الاحاديث النبوية الشريفة الصحيحة فى الجزيرة العربية قديما و بلا شك فهو مُحرَّم و لذلك قال الله تعالى { فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف و امره الى الله } اى بعد الاسلام و بعثة رسول الله صلى الله عليه و سلم لان الربا كان منتشرا فى الجاهلية قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه و سلم { و من عاد فأولئك اصحاب النار هم فيها خالدون } اى بعد ان بلغه تحريم الربا و لكن حل محل الربا الاستغلالى المحرم و اكل المال بالباطل ان شجعت الشريعة الاسلامية فى الاسلام على تداوله بالمعاملات التجارية { يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل الا ان تكون تجارة عن تراض منكم و لا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما } [ النساء - 29 - ] عن طريق الكسب الحلال الذى ليس به شبهة ربا او حرام او ظلم او غبن او احتكار و الدليل كما فى الجامع الصحيح للامام البخارى " نرويه بالمعنى لطوله " ان الزبير بن العوام و هو احد العشرة المبشرين بالجنة و احد الستة اصحاب الشورى و حوارى رسول الله صلى الله عليه و سلم و ابن عمته اشترى ارض الغابة و هى عظيمة شهيرة من عوالى المدينة ب170000 الف فباعها ابن عبدالله بن الزبير ب الف الف يعنى بمليون و ستمائة الف " 1600000 " الف اى بتسعة اضعافها !! و هو يدل على مشروعية الربح فى الاسلام بغير حدود و سنناقشه بعد قليل و اقسم بالله العظيم لو اشترى احد الاشخاص حاليا سيارة بمبلغ 100000 جنيه ثم باعها بمليون جنيه لغضب منه الناس و قالوا ان هذا غلاء فاحشا و انه ربا فى البيع بغير وجه حق !! و كذلك تطرق القران الكريم للنهى عن الربا و القضاء عليه تماما فقال المولى جل و علا { و ان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة و ان تصدقوا خير لكم ان كنتم تعلمون } [ البقرة -280 - ] اى ان المدين اذا لم يستطع ان يوفى بالدين الذى عليه فالدائن المسلم عليه ان يرحمه و ينظر لعسره بعين الرحمة لا بعين العدل و لو ترك الدائن ماله صدقة للمدين لعدم استطاعة المدين الوفاء بالدين لكان هذا العمل ارضى لله تبارك و تعالى و بعد هذا العرض نقول ان هذا هو الربا الحقيقى بشروطه الحقيقية وكيف عالجه القران و السنة و كذلك مسألة الربح بغير حدود التى تعنى المكسب المشروع بعيدا عن الربا الحقيقى و اما الربا الوهمى بشروطه الحقيقية اى نطبق على الربا الوهمى شكل و شروط الربا الحقيقية بمعنى اننا قلنا ان الربا الحقيقى بشروطه الحقيقية هو استغلال لظروف شخص لعدم استطاعته على الوفاء بدينه و على مستوى الافراد اى بصورة فردية بين شخص و شخص اما الربا الوهمى بشروط الربا الحقيقية فهو الذين يزعمون فيه الوهابيون السلفيون و صبيانهم مرتزقة الفضائيات انه " ربا البنوك " لان البنك مؤسسة و ليس شخصا بل الاف الاشخاص يتعامل معها المودع او المقترض و البنك ليس شخصا يعطيك من ماله الخاص و انما هو مؤسسة كل الناس تضع فيها اموالهم و هنا عندما يقترض شخصا من البنك او يضع شخصا اموال و يأخذ ربحها فإن البنك لا يعطيه بصفة شخصية و انما يعطيه بصفة رسمية تنص عليها لوائح و قوانين مسبقة من خالفها ادانه القانون و القصد يعطى البنك القرض للمقترض و الربح للمودع من اموال باقى المودعين و قد كان و مازال الوهابيون السلفيون و صبيانهم مرتزقة الفضائيات يقولون ان ارباح البنوك حرام و القرض من البنك حرام لان البنك لا يخسر و انما التجارة على المكسب و الخسارة ؟؟؟!!! اريد ان اضحك عليهم لان هنا تكمن بؤرة العفن يطبقون اسلوب ربا الجاهلية بشروطه على المؤسسات التى يقوم على اكتافها اقتصاد الدنيا فى عالمنا المعاصر لان ربا البنوك هو ليس ربا حقيقى فهو ربا وهمى لان البنك يعطى المقترض و يعطى المودع فائدته بما لديه من اموال الناس و هذه الناس لها حقوق تنتظرها اى ارباح من ايداعهم اموالهم فى البنوك فكان من الطبيعى ان البنك يحدد نسبة يدفعها المقترض ليدفعها للبنك بالتراضى لانه اى المقترض اقترض المال و استغله فى مصلحة له فانتفع و انا اسميها " تجارة المال " او كما هو شائع " تداول المال " و ايضا يعود المال لاصحابه المودعين و ايضا يتحصلون على ارباحهم من هذه الزيادة و من خلال هذه المعاملات المتوازنة كان لابد للبنك الا يخسر و ايضا يدفع البنك اجور العاملين فيه من خلال تحصيله هذه الزيادة ايضا و انى اسأل الوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات هل لابد ان تخسر التجارة فى الشريعة الاسلامية حتى تصبح تجارة عن تراض بين الناس ؟؟!! اى كلام هذا العفن فى منهج عقلى عفن يقولون به هؤلاء الشراذم المتخلفون عقليا !! انهم يتكلمون عن تجارة الدرهم و الدينار و لا علم لهم بتجارة التريليونات !! اى عقل لهؤلاء المعاقين ذهنيا ؟! هل نشبِّه القرض الربوى الجاهلى الفردى على مستوى شخصى و غير مدروس بحجم التعاملات و المصالح الدولية بتخطيط اقتصادى علمى منهجى مدروس محسوب فيه المكسب و الخسارة جيدا ؟! لا يوجد فرق بين هذا و ذاك الا فى عقول من لا يفرِّقون بين الناقة و البعير و بين الصاروخ و سفينة الفضاء انه العقل القديم العقيم العفن المُحنط فى تابوت الوهابية السلفية و صبيانهم مرتزقة الفضائيات !! و الدليل على صحة ما اقول من اصول الفقه اولا نستدل بحديث قال صلى الله عليه و سلم [ لا ضرر و لا ضرار ] صحيح فى ارواء الغليل.... و هو ان فى المعاملة البنكية ايداعا و اقتراضا نفعا للناس فى حياتنا المعاصرة فإن كان حجم الضرر مثلا او جدلا 10% فإن النفع الاتى من وراء هذه المعاملة على المجتمع 90 % اذن فى هذه الحالة فلا ضرر و لا ضرار من باب " الاستحسان " و جلب النفع للشخص مقدم فى الشريعة بل و من ضمن مقاصد الشريعة فما بالك بجلب المنفعة لمجتمع بأسره و ذلك لان المعاملات البنكية الان فى حياتنا المعاصرة اصبحت مصلحة ضرورية من حيث احتياج الناس الى المال و هو ضرورى لقوام حياتهم فى ظل البطالة و اصبحت مصلحة حاجية اى بالمال اللازم لحياة الانسان يرفع الانسان الحرج و الضيق عن نفسه و التوسعة على نفسه و اهله و ايضا بدليل اخر من اصول الفقه و هو " الاستصحاب " الذى فيه ان الاصل فى الاشياء الاباحة و قد قال الله تعالى { و هو الذى خلق لكم ما فى الارض جميعا } اى كل شيء مسخر للانسان ليستفيد منه [ البقرة - 6 - ] و كذلك { و سخر لكم ما فى السماوات و ما فى الارض جميعا منه ان فى ذلك لايات لقوم يتفكرون } [ الجاثية -13 - ] و هذا دليل على تسخير كل شيء للانسان و جواز الانتفاع بكل شيء حسبما تقتضيه الصلحة العامة و الخاصة و حياة الناس فى واقعهم المُعَاش بلا ضرر و لا ضرار و دليل اخر من اصول الفقه و هو " العرف " الذى يبحث فى مراعاة مصالح الناس و التيسير و رفع الحرج و المشقة عليهم { و ما جعل عليكم فى الدين من حرج } [ الحج - 78 - ] و من اهم القواعد الفقهية قاعدة " الامور بمقاصدها " و المعاملات البنكية مقصدها تداول المال و استعماله على احسن وجه و بعلم الاقتصاد لاستفادة كل الناس و هو فى حد ذاته مقصد شريف و يجب حسن الظن لا سؤ الظن بمعاملات تحقق مصالح الناس و من هنا و بعد كل هذه الادلة نقول ان الوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات يخلطون بين الربا الحقيقى و الربا الوهمى اما عن جهل و اما ليلبِّسوا على الناس دينهم و الواقع انهم على مدار سنوات طوال يقولون بحرمة اموال البنوك و تعاملاتها و يصرون على ذلك فهم جُهَّال و يلبِّسون على الناس دينهم معا لان معاملة البنك هى فى شكلها ربوى و لكنه " الربا الوهمى " لان من لا يستطيع الوفاء بدين البنك و تعرض للسجن او المسائلة القانونية هو المخطىء لانه يعامل بقانون مدنى فى دولة مدنية و الكل متفق على هذا حتى الوهابييون السلفييون يخضعون للقانون المدنى و لان عدم العفو و الصفح عن من لا يستطيع الوفاء بدين البنك عليه لا يتعارض مع الاية الشريفة {و ان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة و ان تصدقوا خير لكم ان كنتم تعلمون }[ البقرة - 280 - ] فالآية تتكلم عن شخص يتحكم فى ماله ان شاء اخذ من المدين و ان شاء سامحه و تصدق عليه اما البنك وضعه مختلف لان البنك مؤسسة لتوظيف اموال الاخرين و ليس شخصا يعطى من ماله الخاص ليعفو او يتصدق كما يحلو له و لن يعفو عن شخص لا يدفع ما عليه بحكم الشروط التى وافق عليها مع البنك مسبقا و اخذ على اساسها المال فلو ترك البنك كل غير قادر على السداد لافلس البنك و لضاعت مصالح الناس و تعطلت !! لان الاستفادة الحاصلة من هذه المعاملة لمعظم الناس حقيقية و هادفة و الان نأتى لادلة العقل و الواقع المُعَاش و نناقشه ايضا نبدأ بدليل و هو قاعدة شرعية هامة " ان الضر لا يُزال بالضرر " و لو سلمنا جدلا ان معاملات البنك باطلة و مُحرَّمة و ان الناس تحتاج للمال و الاقتراض و الكل يعرف ان خراب الذمم قد انتشر و لا احد يُقرض احد هل من الافضل يسرق الشخص و يعتدى على الاعراض و الاموال و الممتلكات العامة و الخاصة فى سبيل الحصول على المال ام يقترض من البنك افضل له ؟! و الجواب ان الاقتراض من البنك افضل لان " سد الذرائع مقدم على جلب المصالح " و هل لو ان رجلا معه مثلا مليون جنيه و لا يفهم فى التجارة و البنوك محرمَّة كما افهموه الوهابييون السلفييون و صبيانهم مرتزقة الفضائيات فكيف يتصرف ؟! ان الوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات يفتون بتحريم وضعها فى البنك و ينصحون من يسأل هذا السؤال ان يستثمرها مع رجل امين !!! و لو فعلها الرجل لضاع و ضاع ماله و ما سأل عنه احد !1 و لا ادرى اين الامين هذا فى ذلك الزمان ؟! و الكل لصوص و فسقة و فجرة !! كما فى الحديث .. حدثنا محمد بن سعد عن اسد حدثنا محمد بن خازم عن الاعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم عن رفع الامانة قال " حتى يُقال ان فى بنى فلان رجل امين و حتى يقال للرجل ما اجلده و ما اظرفه و ما فى قلبه حبة من خردل من ايمان " و فى رواية اخرى " يصبح الناس يتبايعون فلا يكاد احد يؤدى الامانة حتى يُقال ان من بنى فلان رجل امين " و هذا الرجل الفقير المعدوم الذى يجهِّز ابنته و عريسها جاهز و يريد ان يدخل عليها فهل يرسل ابنته الى عريسها الجاهز " بحد الكفاف " او " بالحصيرة " فعلى الاقل جهاز البنت يتكلف فى المتوسط عند الضاربين فى خط الفقر 20 الف جنيه فما فوق ذلك فمن سيقرض رجل تحت خط الفقر 20 الف جنيه لجهاز ابنته او لعلاج مريضا عنده او غير ذلك ؟! و الجواب لا احد و لكن البنك هو الوحيد الذى سيقرضه و دعونا نفكر بصوت عالى و بحرية بلا حرج اليس جميع المشاريع الدولية العملاقة المفيدة للبشر من رصف الطرق و انشاء الكبارى و استصلاح الاراضى و بناء المستشفيات و المبانى السكنية و انشاء محطات مترو الانفاق و تعميق و تنظيف القنوات و الترع و البنىَ التحتية و الدعم الغذائى و العلاجى و التعليمى و انشاء المحطات النووية و تسليح الجيوش و قوات الشرطة و غيره مما لا تحصره او تتذكره الذاكرة اليس الانفاق على كل هذه المشاريع من البنوك ام من جيوب الافراد ؟! أذن معاملاتها لها فوائد و ليس معدومة الفائدة و ايضا هناك من يُسجَن جراء هذه المعاملة البنكية لانه لم يلتزم بقوانين المعاملة و لم يحترمها و ايضا نفكر بصوت عالى ليسمعه الكل ان زمن المقايضة قد انتهى يعنى لا يوجد من يعطينى كيلة شعير لاعطيه مقابلها كيلة تمر و لا يوجد من يعطينى احتياجاتى من اللبن و اعطيه مقابله لحم مثلا فقد انتهت هذه المعاملة البدائية و حلت محلها البيع و الشراء و بإمكان اى شخص الان ان يدخل السوبر ماركت ليشترى كل شيء يريده فى لحظات اليس كذلك اذن بقى لنا من صحيح الحديث اباحة الاسلام للكسب التجارى بغير حدود روى الامام احمد فى مسنده " عن عروة قال عرض للنبى صلى الله عليه و سلم جلب فأعطانى دينارا و قال اى عروة أئت الجلب فساومت صاحبه فاشتريت منه شاتين بدينار فجئت اسوقهما او قال اقودهما فلقينى رجل فساومنى فبعته شاة بدينارفجئت بالدينار و جئت بالشاة فقلت يا رسول الله هذا ديناركم و هذه شاتكم قال و صنعت كيف قال فحدثته الحديث فقال اللهم بارك له فى صفقة يمينه فقلد رأيتنى اقف كلى كناسة الكوفة فأربح اربعين الفا قبل ان اصل الى اهلى " اخرجه احمد و البخارى و ابو داود و الترمذى و ابن ماجة عن عروة بن الجعد – او ابن ابى الجعد ... و قد اباح الاسلام الكسب فى التجارة لدرجة 100% و هنا نسأل متى قيل هذا الحديث ؟ و الجواب فى خير القرون زمن النبى صلى الله عليه و سلم اى كانت البركة موجودة و لم تنزع من الارض و كان عامة الناس شرفاء لا يكذبون و لا يغشون اذا قيسوا بالناس فى عصرنا اليس كذلك ؟ اذن طالما هم يكسبون و كانت حياتهم و زمنهم مباركا فمن الطبيعى ان يحرمون الربا بكل اشكاله و صوره و لو من بعيد اى يحرمون شبهة الربى اما الان فلو كسب التجار و هم قطعا يكسبون بلا رقيب و لا حسيب بنسبة 100% بدون وجه حق و حياتنا المعاصرة فى اخر الزمان منزوعة البركة و يسودها القحط و البطالة و قلة المال و قلة الحيلة فكيف يعيش الانسان ؟! اذا لم تكن هناك معاملات بنكية تساعد فى الدعم لمواجهة غلاء الاسعار و جشع التجار هذا قطعا يحدث و لكن الناس لا تحس به بسبب طغيان الفساد و لكن الوهابييون السلفييون و صبيانهم مرتزقة الفضائيات ارجعوا تعب الناس فى حياتهم الى سبب وهمى و هو الربا و افهموهم على يد اذنابهم مرتزقة الفضائيات ان الربا هو السبب فى تدهور البلاد و هلاك العباد و هو ليس صحيح انما الفساد سياسى و اجتماعى بجانب خطاب دينى عفن لا يساعد على نهضة مجتمع و لا تربية اجيال و الدليل ان رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يقل ان ربا المال هو افسد شيء لحياة المسلم كما يدعى الوهابييون السلفيون و صبيانهم مرتزقة الفضائيات حدثنا محمد بن عوف حدثنا ابو اليمان حدثنا شعيب حدثنا عبد الله بن ابى حسين حدثنا نوفل بن مساحق عن سعيد بن زيدعن النبى صلى الله عليه و سلم قال [ ان من اربى الربى الاستطالة فى عرض المسلم بغير حق ] صحيح سنن ابى داود و قال الشيخ الالبانى صحيح سند الحديث... و ذلك لان الاستطالة فى الاعراض بالقول و الفعل يمارسها اغلب الناس على الناس اليوم بسبب و بدون سبب فليس كل الناس تضع اموالا فى البنوك و لكن كل الناس تقع فى اعرض بعض و انا منهم عافانا الله و اياكم من ذلك هذا هو سبب الفساد الاصلى و ننوه هنا على شيء مهم اذا كانت الشريعة قد اباحت الكسب بغير حدود حتى نسبة 100% فكيف يكون ربح البنك فائدة ربوية و الربح فى السنة على الالف جنية لا يتعدى 70 جنيه و حتى لو صارت النسبة 100 جنيه فى السنة على الالف جنيه فهل تكون هذه نسبة كبيرة فى ظل ظروفنا الصعبة و التصاعد الرهيب لغلاء الاسعار ؟! و ايضا لا ننسى واقع الناس الذى يفرض عليهم امورا مستجدة بمعنى ان حياة الناس احتاجت للبنوك لانها اصبحت ايضا واقعا لا مفر منه و ان هذا الامر اى وضع المال فى البنوك متروك لواقع الناس و حياتهم و هذا الاثر الصحيح يبين هذا الامر " حدثنا نصر بن على الجهضمى حدثنا خالد بن الحرث حدثنا سعيد عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال " ان اخر اية نزلت اية الربا و ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قبض و لم يفسرها لنا فدعوا الربا و الريبة " صحيح سنن ابن ماجة و قال الشيخ الالبانى صحيح سند الحديث..... و ايضا كما ورد فى هذا الحديث الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه و سلم مات و لم يفسر اية الربا فهو اى هذا الامر متروك لاجتهاد الناس بما يتناسب مع واقعهم بلا جدل و فى " منهاج السنة النبوية " لابن تيميَّة ان عمر بن الخطاب و ثبت عنه فى الصحيح انه قال " ثلاث وددت ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان بيَّنهن لنا الجد و الكلالة و ابواب من ابواب الربا و من كان متوقفا لم يحكم فيها بشيء " و كل ما لم يحكم فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم متروك لاجتهادات المسلمين و ظروف واقعهم بلا تعصب و اخر ما نختم به مقالنا التحليلى هذا عن الربا قول محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمى من كتاب " التوحيد " " و الحسن هنا يشمل الحسن الدنيوى و الحسن الدينى فإذا لاح تصرفان احدهما اكثر ربحا و الاخر اقل ربحا و هو اسلم من الربا فنقدم الاخير لان الحسن الشرعى مقدم على الحسن الدنيوى المادى " و هذا استدلا سليم من حيث النظر و له اصل فى الاثر و لكن واقع الناس العملى يفرض عليهم امورا جديدة لا تقاس بمقياس الكلام النظرى كنصوص فحسب بل النصوص تعطى المضطر تكسير القاعدة و كذلك لا يقاس الواقع العملى المعاصر بعيون و اجتهادات علماء لا يعيشون فيه و انما الواقع يحتاج لاجتهادات علماء عصره ليحكموا له او عليه و يقننوا له لانهم ادرى بمصالح الناس فى عصرهم كما كان علماؤنا القدامى ايضا على علم بعصرهم و يعلمون احتياجات الناس فيه
و ان كان هناك خطأ فمن الشيطان و منى و ان كان صواب فبفضل الله تعالى و رحمته هو حسبى عليه توكلت و اليه انيب
كتبت هذا المقال فى القاهرة \ يوليو \ الاثنين 17\ 7 \ 2011 م الساعة 45و8 صباحا
جمال الشرقاوى
[ صحفى \ وكالة انباء مصر \ ]