" الجواب الكافى لمن سأل عن الدواء الشافى "
[2]
" تقديم و نقد و دراسة تحقيق و تعليق "
بقلم الداعية الاسلامى \ جمال الشرقاوى \
بعد الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله تعالى عليه و اله و صحبه وسلم بلا مبتدأ و لا منتهى و جعلنا منهم و معهم " آمين "
[ مقدمة ]
ان الله تبارك و تعالى خالق الكون كله و مسؤول عن كل ما فيه و هو الرازق و الكفيل و الذى بيديه مقادير و علم و اجل و رزق الخلائق الى يوم الدين و بعد يوم الفصل كما قال عن نفسه سبحانه و تعالى { الا له الخلق و الامر تبارك الله رب العالمين } [ الاعراف -54 - ] و من ضمن هيمنة الله تبارك و تعالى على المخلوقات انه هو الشافى الذى قال فى القران الكريم { و ننزل من القران ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين و لا يزيد الظالمين الا خسارا } [ الاسراء - 82 - ] و بالعقل و المنطق فالذى بيده القدرة على خلق المرض عنده ايضا القدرة على علاجه باسباب او بدون اسباب فهو سبحانه و تعالى له القدرة على ضر كل المخلوقات و كذلك يملك كشف الضر عن المخلوقات ان شاء بحكمته البالغة " النافع .... الضار " و هما صفتين من صفاته سبحانه و تعالى و لو لم يكن هناك حديث نبوى شريف صحيح يؤيد هذا المعنى لكان عقلا و منطقا انه كائن فى حياة البشر و المخلوقات و لتوجه الناس لخالق الضر و منزله ليأتيهم بالشفاء بدلا منه فهذه الصفة لا تأتى لمخلوق على الوجه الاكمل الا لله تعالى فقط مثل خصيصة الموت و الاحياء " المحى... المميت " و هى متناقضات فى الفعل متناغمة و متجانسة فى عملية الخلق و الايجاد تستيحل فى حق اى مخلوق ان يفعلها و لا تستحيل على الله تبارك و تعالى ابدا بل هى من الصفات الدالة على كماله و نزاهته سبحانه و تعالى عما يصفون و يقولون علوا كبيرا لانه { هو الله الذى لا اله الا هو عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم } [ الحشر -22 - ]
[ تحت المجهر ]
" الجواب الكافى لمن سأل عن الدواء الشافى "
" النص كما فى صلب الكتاب "
[ تقديم ]
" الحمد لله اما بعد .. فقد ثبت فى صحيح البخارى من حديث ابى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال " ما انزل الله داء الا انزل له شفاء " و فى صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " لكل داء دواء فإذا اصيب دواء الداء برأ بإذن الله " و فى مسند الامام احمد من حديث اسامة بن شريك عن النبى صلى الله عليه و سلم قال " ان الله لم ينزل داء الا انزل له شفاء علمه من علمه و جهله من جهله " و فى لفظ " ان الله لم يضع داء الا وضع له شفاء او دواء الا داء واحدا قالوا يا رسول الله ما هو قال الهرم " قال الترمذى هذا حديث صحيح "
[ نقد النص ]
ان ابن قيم الجوزية فى كتابه فى هذه الجزئية يورد حديث ان النبى صلى الله عليه و سلم قال " ما انزل الله داء الا انزل له شفاء " و هذا نقر به و لا نعترض عليه و كان من الواجب عليه كعلامة ان يتكلم و يشرح الحديث الذى اورده و يبين لنا كيف نستطيع الاستفادة منه و لكنه لم يفعل اذن كيف يستطيع المسلمون فهم الحديث ؟! و ما الجديد الذى قدمه فنحن نعرف الحديث و لكن نريد ان نعرف المعنى المراد من الحديث و شرحه متوجا بالفقه حتى تكتمل الصورة فى ذهن المسلم عن كيفية انزال الداء و محاولة فهم كيفية انزال الشفاء و لكننا مؤمنين بالحديث الشريف تماما رغم عدم علمنا بكيفية حدوثه لاننا مسلمين مؤمنين بقدرة الله تبارك و تعالى بلا كيف و لا ماذا الذى يبينها مضمون الحديث الشريف ثم لانها حقيقة واقعية يلمسها المؤمن ثم المسلم ثم الكافر و لكن نريد ازالة اللبس فى الاذهان الاسلامية بل و الغير اسلامية حتى اذا سالونا كمسلمين استطعنا الرد عليهم باجابة وافية شافية مقنعة بلا حرج فلا يصح لعالم ان يأتى بحديث يحتاج شرح و ازالة غموض ثم هو يسكت عن ذلك و يترك الناس تتخبط فى الفهم و سبحان ربى و تعالى الذى قال فى الاية الكريمة المطلقة الحكم اى التى يشمل حكمها المسلم و اليهودى و النصرانى و الكافر { امن يجيب المضطر اذا دعاه و يكشف السؤ و يجعلكم خلفاء الارض أإله مع الله قليلا ما تذكرون " [ النمل - 62 - ] و هى عامة الحكم لكل البشر بصفتهم خلفاء الله تعالى فى الارض و لم يوضح لنا ابن قيم الجوزية هل هى فى حق المسلم و الكافر ام هى فى حق المسلم فقط !!! و أستدل على شاهد اخر من الحديث الشريف يوضح الحديث الاول و هو قول رسول الله صلى الله عليه و سلم " لكل داء دواء فإذا اصيب الداء برأ بإذن الله " و لكنه العالم الخبير الفقيه العلامة المتقن الحافظ الناقد !! لم يقل لنا كيف يصيب الداء فيبرأ المريض و هنا اننا اذا سألنا سلفى وهابى جاهل احمق سيشتمنا كالعادة و لن يجيب و اذا سالنا اخر سيقول ان الحديث يقول " بإذن الله " !! و المعنى واضح ان ابن قيم الجوزية لا يذكر ان للاسباب دخل فى العلاج فانا اعرف و الكل يعرف ان الله تعالى قادر على كل شيء بدون اسباب و لكن الله تبارك و تعالى خلق الاسباب ليأخذ بها البشر كخطوات تساعده على الوصول لهدفه مع التيقن بأن الله تعالى يعطيك من فضله لا بالاسباب و لكن الاخذ بالاسباب بداية لنيل فضل الله تعالى و حصول مطلوب العبد لانها تدل على نيَّة العبد فى محاولة اصلاح حاله و تحركه و من هنا فإن الله تبارك و تعالى يعطيه او يشفيه اما و ان يورد الحديث بدون شرح و لا فقه كنص و كلمات و حروف يفهمها من يفهما و يضل فيها من يضل فيها فهذا شيء مرفوض من ابن قيم الجوزية و غيره و لابد من مراجعته فيه و ما ظهرت علينا الوهابية السلفية المأجورة و غيرها من الفرق الضالة الا من وراء النصوص المبهمة فقالوا فيها ما قالوا برأيهم فضلوا و تبعهم الناس على جهل فزلوا و الدليل على صحة ما اقول ان ابن قيم الجوزية اتى بالنص او الحديث و ما شرحه و تركه للجهلاء و العامة ان يفهموه فهما خاطئا ان فى نهاية الحديث " بإذن الله " و هى توحى للجاهل ان الله تعالى سيشفيه ان اراد ان يشفيه فالشفاء بيده و قد تعلم الناس التواكل و انتشر فى بلادنا الجهل و الدجل و الخرافات و وصفات العطارين او طب العطارة و قد سموه الوهابيين السلفيين " صيدلية النبى محمد صلى الله عليه و سلم "!! و هذا جهل شائع و خطئا عظيما و ايضا الدليل الاكثر على صحة ما اقول الحديث الاخر الذى اورده عن رسول الله صلى الله عليه و سلم " ان الله لم ينزل داء الا انزل له شفاء علمه من علمه و جهله من جهله " و فى لفظ " ان الله لم يضع داء الا وضع له شفاء او دواء الا داء واحدا قالوا يا رسول الله ما هو قال الهرم " و هنا نسأل ما هو معنى " علمه من علمه و جهله من جهله " ؟! ما المقصود بهذه العبارة تحديدا ؟! و ماذا يفهم منها المسلمون او غير المسلمين ؟!! و حتى غير المسلمين لو قرأوا الحديث الشريف ؟! قطعا سيكرهون المسلمين لانهم سيلاحظون لاول وهلة ان المقصود بالحديث هم المسلمون الذين علموا ما لم يعلموا غيرهم من الجاهلين !! بل و سيقول الوهابيون السلفيون الجاهلون نعم نحن نعلم لاننا مؤمنين بالله تعالى و نتوجه اليه اما الكفار سيتوجهون الى غير الله بالدعاء !! و هذه نظرة جاهلة قاصرة لا ن الله تعالى هو رب و اله كل الناس ارادوا ام رفضوا { و هو القاهر فوق عباده و هو الحكيم الخبير } [ الانعام -18- ] [ و لو شاء لجعلهم امة واحدة و لكن يضل من يشاء و يهدى من يشاء و لتسألن عما كنتم تعملون ] [ النحل -93- ] { الحمد لله رب العالمين } [ الفاتحة - 1 - ] هو رب للكل كافر و مسلم و لكن المؤمنين به على مراده سبحانه و تعالى و على مراد رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم هم المسلمين فقط بدون الشيعة و بدون الفرق الضالة التى لا يعلم مداها الا الله تبارك و تعالى و مع ذلك اقول الطب فى بلاد الكفار اكثر تقدما منه فى بلادنا بل نحن ليس لنا قامة كبلاد اسلامية على مستوى العالم اجمع و لا قيمة و لا حضارة بجانب حضارة الكفار !! فماذا يقول الوهابيون السلفيون الجاهلون هل نحكم على الحديث بالخطأ ؟!!لا و الله تعالى الحديث صحيح و لكن المقصود بمعنى " علمه من علمه و جهله من جهله " اى من توجه الى الله تعالى بالاخذ بالعلم و بالاسباب و التوكل عليه بكل بساطة لا بكل عنف مع النيَّة الحسنة بأن الله تعالى هو الشافى بجانب العلاج فإذا توافرت الاسباب فى العلاج مع التوكل على الله تعالى و اليقين بالله تعالى شفى العبد بإذن الله تعالى لماذا لم يوضح ذلك ابن قيم الجوزية فمن جراء عدم شرح الحديث و اظهار الجانب الفقهى فى شرحه يضل الناس و خاصة المسلمين و يصيرون اضحوكة لانجس اهل الارض كما هو حادث الان و كذلك هناك اشكالية اخرى كما فى الحديث " الا داء واحدا قالوا يا رسول الله ما هو قال الهرم " اليس بالتقدم التقنى و الطبى الهائل و بمعرفة اشياء جديدة عن جسم الانسان قد كشف عنها " علم الهندسة الوراثية " استطاع العلماء ان يعالجوا الضعف و الشيخوخة فيظل الانسان شبابا لعدة سنوات و بعمليات التجميل و شد الجلد تتأخر الشيخوخة عند الانسان و هذا لا يكابر فيه الا مكابر و هذه المسالة فى الحديث لم يتكلم بها ابن قيم الجوزية لانها ارتبطت بموضوع التقدم العلمى و الطبى الهائل الذى لم يكن على عهده فنقول لهم اذن قد دخلتم ملعبنا ولابد من حتمية البحث عن فقه معاصر يفهمه الناس اما و انكم حنابلة و كان ابن حنبل رحمه الله تعالى لا يتكلم فى مسائل محدثة فكونوا فى مذهبكم و لا تعترفوا بالواقع المحدث المعاصر اذن فماذا تقولون عن " الهرم " فى الحديث و بماذا تفسرونها ؟!! فقد جهلها ابن قيم الجوزية و اوردها كما هى و هذا لا يعفيه من التناقض و لا يعفيكم من الخطأ المتعمد و الجهل العظيم لماذا ؟! لانه تكلم كما بالحديث ان لكل داء دواء و ما انزل الله تعالى من داء الا انزل له شفاء و هذا وحى من الله تعالى لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم... الا الهرم " الشيخوخة " هل صيدلية رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس فيها ما يعالج الشيخوخة ؟! اذن لماذا تكلم ابن قيم الجوزية كلاما مطلقا لانه بالطبع صيدلية الوحى الالهى فيها شفاء من كل داء فعلا و لكن ابن القيم قصر نظره على قدر عصره على ايراد الاحاديث و الايات دون النظر فى ايات الله تعالى فى الكون فقد برأ ايوب عليه السلام من مرض عضال فمن الذى برأه و هو فى حالات ضعف و انهيار اشد من حالات الشيخوخة فقد كان مشرفا على الموت ؟! اليس توجيه ايوب عليه السلام الى صفة الركض و الى المغتسل البارد و الشراب اللذان شُفىَ بهما ايوب عليه السلام اليس هما من صيدلية الوحى الالهى ؟! كما قال المولى عز وجل { اركض برجلك هذا مغتسل بارد و شراب } [ ص - 42 - ] و انتم الان كيف تفسرونها للناس ؟!! تفسرونها كما هى لكل داء شفاء الا الهرم !! ماذا نفعل لكم اذا كنتم منعزلين برغبتكم عن واقع الحياه و الدنيا و هو خطأ متعمد و جهل عظيم !! و لو سار الناس ورائكم لكُذبَ الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم !! سيقول الناس ان الحديث يقول ان الشيخوخة لا شفاء منها و الطب الحديث يعالج الشيخوخة !! و سوف يحدث شك فى الوحى عند الناس و خاصة الغير مسلمين مع ان الله تعالى هو النافع و الضار و هو المحى و هو المميت و هو الذى انزل الداء و معه الشفاء منه هذا مما لا شك فيه و الدليل من الذى هدى علماء الطب فى العصر المعاصر الى علاج الشيخوخة ؟ ! و من اين جاءوا بخامات الدواء و العلاج و العقار الذى سيساعد فى شفاء اى مريض اليس هى مخلوقات الله تعالى فى الارض و اخذت و صُنعت و صارت دواء مفيدا و من الذى هداهم الى طريقة صنعها اليس هو الله تبارك و تعالى !!! فليس كل دليل هو دينى بالطبع و انما ممكن ان يكون ايضا الدليل علمى لان الله تعالى قال لايوب عليه السلام اركض و هى بمعنى السير بسرعة و نشاط والمغتسل بمعنى ان يغمر جسده كله بالمياه و شراب اى يشرب الماء البارد عن طريق الفم و كل هذه اكتشفها العلم الحديث بانها لعلاج الامراض الجلدية !! و بعد اليس اية { اركض برجلك هذا مغتسل بارد و شراب } [ ص - 42 - ] و الاحاديث المذكورة فيها الفاظ " الشفاء و الداء و الهرم " صحيحة ؟! اليس هى فى زمن ابن قيم الجوزية لها تفسير و فى زمننا لها تفسير اخر ؟!!
[ دراسة و تحقيق ]
و بالله تعالى نبدأ فنقول ان الاحاديث التى اوردها ابن قيم الجوزية فى هذه الجزئية صحيحة و مشهورة بصحتها [ ما أنزل الله من داء الا انزل له شفاء ] صحيح اورده ابن قيم الجوزية... و فى رواية اخرى... حدثنا ابو بكر احمد بن سلمان الفقيه ببغداد و ابو احمد بكر بن محمد الصيرفى بمرو قالا حدثنا ابو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشى حدثنا ابو زيد سعيد بن محمد الربيع حدثنا شعبة عن الركين بن الربيع عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عبد الله عن النبى صلى الله عليه و سلم قال [ ما انزل الله من داء الا و قد انزل له شفاء و فى البان البقر شفاء من كل داء ] هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه و قد رواه عبد الرحمن السلمى و طارق بن شهاب عن عبد الله بن مسعود.... و حديث [ لكل داء دواء فإذا اصيب دواء الداء برأ بإذن الله] اورده ابن قيم الجوزية صحيح.... و فى رواية اخرى حدثنا حفص بن عمر النمرى حدثنا شعبة عن زياد بن علاقة عن اسامة بن شريك قال اتيت النبى صلى الله عليه و سلم و اصحابه كأنما على رؤوسهم الطير فسلمت ثم قعدت فجاء الاعراب من ها هنا و ها هنا فقالوا يا رسول الله أنتداوىَ [ قال تداووا فإن الله عز و جل لم يضع داء الا وضع له دواء غير داء واحد الهرم ] صحيح سنن ابى داود و قال الشيخ الالبانى صحيح سند الحديث... و حديث [ ان الله لم ينزل داء الا انزل له شفاء علمه من علمه و جهله من جهله ] صحيح اورده ابن قيم الجوزية و فى رواية اخرى.... [ ما انزل الله داء الا قد انزل له شفاء علمه من علمه و جهله من جهله ] صحيح و للحديث شاهد من رواية ابى سعيد الخدرى بلفظ " ان الله لم ينزل داء " و هو مخرج فى تخريج الحلال و الحديث صحيح فى السلسلة الصحيحة و لكن إيراد الاحاديث النبوية الشريفة و لو كانت صحيحة على اطلاقها و كذلك ايات القرآن الكريم ايضا على اطلاقها كما فى النص الذى اورده ابن قيم الجوزية لا يصح بأى حال من الاحوال فهل ابن قيم الجوزية يكتب هذا الكلام لعلماء و فقهاء مثله ؟! و الجواب لا انه لا يكتب لعلماء و لا فقهاء انما هو يكتب لعوام الناس و لابد من شرح الحديث و الاية القرأنية و لو كانا يحتاجا التأويل أوَّلهما و اظهر ما خفى من معانيهما للقارىء و ربما يقول احد الناس انه كان يكتب لعصره و الناس فى زمانه كانوا يفهمون خطابه و كانوا على دراية جيدة باللغة العربية نقول نعم هذا صحيح من وجه و خطأ من وجه أخر صحيح لأنه كتبه لزمنه هو و عصره هو و لم يُكتب لنا و لا لعصرنا و خطأ من وجه اخر لانه ما راعى ان كتابته ستعيش بعده حتى تأتى عقول تأخذ ما كتب كلام مُسَلم به لانه لمَّا لم يفسر الاحاديث التى اوردها عن الشفاء تربَّى عليها اجيال متواكلين لم يحاولوا ان يكتشفوا اى شيء فى الطب و اكتفوا بأن الشفاء من الله تعالى بدون الاخذ بالاسباب و لا اى محاولة للتقدم نحو الشفاء انما اقتنعوا بالايمان الاعمىَ بأن الله تعالى لو شاء لشفىَ المريض و لو لم يشأ لظل المريض مريضا و بأن الشفاء هو من المعجزات الالهية مثلما حدث لايوب عليه السلام لان شفاء ايوب عليه السلام بالماء البارد و الركض اى المشى ِ بسرعة كان فى هذا الزمان معجزة لا يعرف سرها احد و لكن مع تقدم الزمان و الاخذ بالعلم و بالاسباب اصبحت هذه المعجزة شيئا عاديَّا جدا و من الروشتات التى يكتبها الاطباء لعلاج حالات الامراض الجلدية و من الذى فطن لهذا الامر الطبى و العلاج بالركض و الماء البارد ليس العرب و لا المسلمين الذى نزل عليهم و لهم و فيهم القرآن الكريم و قيلت لهم و فيهم و عليهم الاحاديث النبوية الشريفة انما للاسف اكتشفها الكفار و هم واحد من إثنين إمَّا المغضوب عليهم و إمَّا الضالين و ربما اكتشفوا هذا العلاج من لا يؤمنون بالله تعالى و لا بالرسل و لا بالاخرة اصلا !! و الدليل على صحة كلامى ان المسلمين مخذولين و متواكلين و ليس لهم قامة و لا قيمة و لم يعد لهم دورا و لا اسهاما فى حضارة العصر المعاصر اعتمادهم على مثل هذه الشروح القديمة التى قدسوها فتبلدت عقولهم و لم تنضج و صاروا يتقاتلون على رأى العالم فلان او يُقبِّلون يد الشيخ فلان ويتقاتلون على كلمة احدهم قال مرفوعة و الاخر عارضه و قال منصوبة !! و لا حول و لا قوة الا بالله تعالى و مازلنا نعانى من الوهابيين السلفيين و اذنابهم و صبيانهم مرتزقة الفضائيات الذين مازالوا يقدسون الاراء القديمة و الكتب القديمة و يُفتون بما فيها و ليس لهم صلة بفقه الواقع و لا فقه الاقليات و لا النوازل الفقهية و لا فقه الموازنات و لا فقه الاولويات انهم فقط يتفاخرون و يتكبرون بأنهم يقرأون فى الكتب القديمة ليظهروا فى صور العلماء بل و نرى منهم من يحرم الثورات و المظاهرات و الاحتجاجات على الحكام الظالمين من اجل المطالبة بالحق و برغيف خبز و شيء بسيط من الحرية المنضبطة حتى نكون بشر او على الاقل نحقق لانفسنا حياة ادمية كالتى يحياها من نسميهم كفارا و نسوا ان المطالبة بالحقوق حق مشروع و خاصة لو اقتربنا من الهلاك و دخلنا مرحلة الغليان و التضحية فى سبيل الحق بالنفس و المال و السلاح مشروعة فى الاوقات الحرجة و الا لأثمت الامة كلها لو قعد الكل و استشرى الظلم و لكن من ذهب ليثور من اجل الحق قد رفع الحرج عن الكل و انما هؤلاء المثبطون الوهابيون السلفيون و صبيانهم مرتزقة الفضائيات لهم اهداف اخرى لان اسيادهم فى السعودية حرموا التظاهر فوجب على الصبيان ان يحرموا التظاهر و لا ينظروا للواقع ابدا
[ تعليق ]
لابد لمن يكتب فى الدين و الشريعة و استشهد بأية او حديث ان يشرح الاية او الحديث شرح وافى يتناسب مع عصره حتى يفهم الناس دينهم فى عصرهم و يستطيعوا ان يعيشوا مسلمين اولا ثم مؤمنين ثانيا فى عصرهم و لا يكونوا مسلمين أو مؤمنين على إسلوب عالم من القدماء لان هذا الان يكاد يكون مستحيل فلا داعى لأن نضحك على انفسنا يجب ان نعيش شخصيتنا نحن وواقعنا نحن و نستبط من الشريعة ما يناسبنا نحن و كفى تأخر و إعاقات ذهنية و نفسية
كتبت هذا المقال فى القاهرة \ يوليو \ ليلة الجمعة 22 \ 7 \ 2011 م الساعة 50و12 ليلا
جمال الشرقاوى
[ صحفى \ وكالة انباء مصر \ ]