إسهال الأحزاب
\ بقلم \ جمال الشرقاوى \
كان النظام القديم البائد يقيادة الخاسر الهالك حسنى مبارك و اعوانه و اسرته و حاشيته المقربين منهم الظاهرين فى الصورة و الواضحين فى كادر الكاميرا و المبتعدين عن بؤرة الضؤ و لكنهم من اعضاء العصابة و اذناب النظام ايضا مع انهم يظهرون خلف كادر الكاميرا مثل الجاسوس القذر الحقير حسين سالم الضلع الاول بالمشاركة مع اللص المتهم حسنى مبارك فى تصدير الغاز المصرى لاسرائيل فالعميل حسين سالم لم يكن ظاهرا و لكنه ضلع اساسى من اضلاع الفساد فى مصر و غيره من المشبوهين الذين لم يكن عليهم بؤرة الضؤ و لكنهم من اساس النظام العميل اما برضائهم بما يفعله الحزب الوطنى الخاسر و اعضائه الذين هم من اهم اعضائه بسرقاتهم مثل محمد ابو العنين صاحب شركة سيراميكا كليو باترا و هشام طلعت مصطفى صاحب الشركة القابضة و ما شهره الا تهمته بقتل سوزان تميم و اما باغماض عيونهم على عمالته " الحزب الوطنى" لاسرائيل و غيرهم كثيرا من اصحاب المنافع و انفراد ذلك الحزب البغيض اللص الذى طغا عليه قرود مثل جمال مبارك و احمد عز و انياب زرقاء مثل زكريا عزمى وصفوت الشريف و احمد فتحى سرور و مفيد شهاب و من قبلهم الراحل كمال الشاذلى و طبعا استأثرت سوزان مبارك بشؤون المراة حتى قضت عليها تماما و لم يسمحوا هؤلاء الاذناب ان يدخل اى احدا من الشرفاء الحزب الوطنى " الحزب الواطى البيروقراطى " و لم يسمحوا للمعارضة ان تعارض بحق و كرامة و شرف و انما قلموا اظافرهم و كبتوا ارائهم و لوثوهم حتى يصبح الكل سواء و الشعب هو الضحية فى النهاية و تجلى هذا الموضوع بين حكومة احمد نظيف فى عهد مبارك مع الجماعة المحظورة الغادرة التى تتلاعب بالاسلام و لا يمشى فى ركابها الا كل جاهل كانت حركة " اعداء الاسلام " الباحثة عن المطامع و المكاسب و الحزب الوطنى يتلاعبون فى السر فى كل انتخابات و دعكم مما كان يحدث من الحكومة العميلة لهم و ما يقولونه عن الحكومة فهو نفاق و كذب و ادوار متفق عليها فى السر مسبقا و سنوضحه بالتفصيل فى مقال اخر المهم كل هذه العوامل مجتمعة ما سمحت باحزاب جديدة و لو غير معارضة بالظهور و لكن ما ان سقط النظام العميل نظام حسنى مبارك بعد ثورة مصر 25 يناير 2011 م حتى تغيرت بالتالى الخريطة السياسية لمصر و بدات وجوه جديدة تظهر على الساحة المصرية فى كل المجالات و ظهرت احزاب جديدة و هنا تكمن المشكلة هل تأسيس الاحزاب هكذا على الغارب لكل مشكوك فيه و لكل مخبول الفكر قاصر الراى و لكل مجموعة من الشباب حتى تصير السياسات لعبة و تصير سُلم لكل طامع فى السلطة او عميل غير معروف لاى جهة ما معادية او تصبح الاحزاب وسيلة لتكوين احزاب وهابية و سلفية و نصرانية متعصبة او تصبح وسيلة لتفتيت مصر تحت مسمى اقامة دولة دينية من مجانين الخليفة او تصبح الاحزاب وسيلة لدخول مصر افكار غريبة و معتقدات نجسة تحت مسمى الحرية و تكون العواقب المستقبلية وخيمة على مصر و المصريين و انظروا كم حزب جديد فى ان واحد – حزب الوسط المصرى و يراسه ابو العلا ماضى و هو منشق عن تنظيم الاخوان المسلمين و قد حصل على حكم بتاسيسه و ذلك فى اعقاب ثورة يناير ليصبح اول حزب يصرح له بعد – حزب الكنانة – حزب الحرية و العدالة – حزب المجد – حزب مصر الحرة – حزب ابناء مصر – حزب الراى – حزب ثوار التحرير – حزب الكرامة – حزب الاصلاح و التنمية – الحزب الليبرالى – حزب النهضة – حزب التغيير – حزب نهضة شباب مصر – حزب الاتحاد المصرى – حزب شباب الثورة – حزب النهر الجديد – حزب جبهة التحرير – حزب 25 يناير – حزب التحالف – الحزب الشيوعى المصرى و هو قديم من عام 1924 م و توقف نشاطه فجاء بعد الثورة لاستئناف نشاطه علنا – الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى – الحزب القومى المصرى - فمهلا ايها المصريين و نريد تحليل الظاهرة و بالله تعالى نقول ان مرد هذه الظاهرة الى امرين الاول منهما و هو حرمان الشعب فى عهد الظالم حسنى مبارك فى المشاركة الفعلية لحكم البلاد و تكتيف المعارضة و عدم السماح لاحزاب جديدة قوية بالظهور و الانشاء و ان وجدت فبشروط لا تسمح لها بالعمل الحزبى كما ينبغى و بدون تمويل حتى تصبح احزاب فقيرة بدون اموال و بالتالى بلا انصار فتكون احزاب مهمشة وجودها كعدمه و بناءا عليه تظل عصابة الحزب الوطنى البيروقراطى مسيطرة على مقاليد الحكم و السلطة و الثروة من غير شريك اخر و اما الامر الثانى فهو عامل الحرية المفقودة فى عهد الظالم الطاغية العميل اللص حسنى مبارك و عامل الحرية عند المصريين بعد ثورة يناير 2011 م هو تعبير عن موروث قديم فقد كان المصريون لا ينعمون بالسلطة الا فى ظل صاحب سلطة او جاه او على صلة قوية بالسلطة فيلتف المواطنون العاديون حول مثل هذا الشخص الذى تنطبق عليه صفات القوة و المنصب لاحساس المواطن المصرى بالظلم و القهر فهو يريد اى سند او ظهر او حماية تحميه من جبروت النظام القديم المتمثل فى الشرطة و امن الدولة و الحكم البوليسى و الارهاب البوليسى و الذى يريد ان يكون سيد نفسه من المواطنين العاديين ينتمى للحزب الوطنى البيروقراطى فيتتمى للحزب الوطنى ليحس انه مسنود و له ظهر ومن خلال هذين العاملين عامل سيطرة فئة محدودة على السلطة المطلقة قبل الثورة ثم عامل الحرية بعد الثورة حدا بالناس ان ينشئوا احزابا لتكون لهم دولة و قوة و سلطانا فانشأ كل من شاء حزبا بدون دراية كافية بامور الاحزاب و بدون خبرة سياسية عالية ليكون مؤسس حزب انما كان الامر استغلال للحرية التى كانت مفقودة ايام النظام السابق القديم و و كذلك دخل من شاء بدون وعى سياسى كافى اى حزب ليكون مسنودا و هذا واضح لاستغلال مسالة الحرية و الديمقراطية بكل جهل و اسهال انشاء الاحزاب ان دل على شيء فانما يدل على الطمع فى السلطة و الدنيا و الحرمان من الحرية ذلك الموروث القديم اكثر مما هو عمل لمصلحة البلاد و للاسف بعض المغرضين يرتدون رداء الدين و ينزلوا به لحضيض الدنيا و مزابلها و كذبها و نفاقها باسم السياسة و هذا لا يصح و البعض الاخر من الفاسدين لما لم تنطلى على الناس نزولهم ميدان السياسة بقناع رجال الدين و شعارات مثل " القران دستورنا " و " محمد قائدنا " غيروا اشرف شعار ليكونوا ملوثين بقذارات الدنيا بلا خجل اى نفاق هذا !!! لانه اذا كثرت الاحزاب و تناحرت الفرقاء ضاعت الحرية و سادت الفوضى و تلوث الدين بعوج افكار جحافل الحزبيين الجدد الغير مؤهلين لقيادات البلاد مستقبلا و زعامتها و خاصة ان كل " عيل بريالة " عايز يعمل حزب بدون ضبط و لا ربط و هذا سيؤدى الى كارثة مادية فيما بعد فكل هذه الاحزاب الا فيما ندر " شحاتين " منتظرين مدد الدولة المادى !!! لتصرف عليهم او سيعتمدون على التبرعات و " الشحاتة " باسم الحزب هذا و ليس لهم خطط واضحة للاصلاح و لا اجندات سياسية مستقبلية و انما هو استنساخ افكار مشابهة كلها مثل بعضها و هذا لا يصح عقلا و لا نقلا و لا منطق و نطالب الدولة بالنظر فى هذه المسالة الشائكة حتى لا تكون عبئا على الدولة و المواطنين فالكل سيكتوى بنيران الجهلاء و الدخلاء و المغرضين فى السياسة و الكل سيكتوى بنيران الطامعين فى السلطة و الوصوليين احذروا ايها المصريين الحرية الزائدة عن الحد و اعلموا
الحرية لا تستعمل بجنون و ليس من اجل الفوضى صنعنا الثورة
كتبت هذا المقال فى القاهرة \ مايو \ السبت
14 \ 5 \ 2011 م الساعة 13و1 ظهرا
جمال الشرقاوى
[ صحفى \ وكالة انباء مصر ]